هل
حاولت ذات مساء أن تصل إلى تفسير منطقي لكيفية انتقالنا يومياً من عالم
الواقع إلى عالم الأحلام وعودتنا بعد ذلك، وكيف نستطيع خلق ومشاهدة أحداث
غير موجودة في الواقع أو نتحدث مع مشاهير ومخلوقات غريبة أو نقوم بأفعال
خارقة أو مخجلة لم نتوقع يوماً أن نقوم بها، كل ذلك ونحن نغط في نوم عميق
ولم تتحرك أجسادنا قيد أنملة؟
حسناً، أنا فعلت! فعالم الأحلام لا يزال
يسحرني ويبهرني، خاصة أن الحلم ليس كالخيال المحض، فأثناء الحلم أنت تعيش
في عالم افتراضي مختلف وتسبر أغواره، بالإضافة إلى أن الأحلام قد تكون لها
آثار ملموسة نفسية أو حتى جسدية كما تعلمون!
والأحلام ما هي إلا الطريقة
التي تعمل بها أذهاننا أثناء النوم كما يقول أرسطو، وبشكل أدق هي الرغبات
الخفية والممنوعة كما يعرفها سيجمون فرويد، والتي تظهر على هيئة رموز قد لا
نفهمها مباشرة، لكن مدلولاتها عميقة جداً وتغوص في أعماق الكينونة البشرية
التي تخفي الكثير من المشاعر والرغبات والأفكار في عقلها الباطن.
ولايمكن
بحال إغفال الجانب الروحاني عند الحديث عن الأحلام، فحسب أقوال المتدينين
والروحانيين قد تنفصل الروح عن الجسد أثناء الحلم (كما يقرر ذلك القرآن
الكريم) وقد تلتقي أرواحاً أخرى حية وميتة في بعد برزخي يختلف عن الأبعاد
الأربعة المعروفة (لازلت أتساءل، كم مقدار الطاقة اللازمة للوصول إلى هذا
البعد؟).
والنوم هو أخو الموت، وهو وفاة كما ذكر القرآن {وهو الذي
يتوفاكم بالليل} فالروح تنفصل عن الجسد، والجسد يكون في حالة شلل أثناء
فترة الحلم، ونعتقد كمسلمين أن الحلم جزء من النبوة، فبعض الأحلام قد تتنبأ
لك بالمستقبل، وهذه حقيقة معايشة!
وعلى أية حال، هناك بعض الحقائق العجيبة عن عالم الأحلام التي أثبتها العلم الحديث، منها:
جميع
أحلامك لا تدوم أكثر من دقائق: فمهما نمت من ساعات طوال، لن تحلم سوى
عندما تكون في حالة تسمى Rapid Eye Movement أو (REM) وهي الوقت الذي تكون
فيه عيناك ترمشان بسرعة، وبما أن العقل الباطن لايفرق بين الحقيقة والخيال،
فقد تكون الأحلام خطيرة جداً لولا أن الجسم خلال هذه الفترة يكون مشلولاً
تماماً، فلا يقفز مثلاً من السرير عندما يحلم الشخص بذلك!
أنت لا ترى في
الحلم سوى الأشخاص الذين رأيتهم في حياتك: فمهما رأيت في أحلامك من وجوه
وأشخاص، تأكد أنك رأيتهم ولو مرة واحدة في حياتك، العقل الباطن لا يخترع
الوجوه، بل يحتفظ بذاكرة كبيرة تحتوي على صور جميع من شاهدتهم، وعند الحلم
يقوم باسترجاع صورة من شاء من قاعدة بياناته الضخمة، حتى ذلك الشخص المخيف
الذي رأيته يطاردك ويحاول قتلك في الأحلام هي عبارة عن رموز: فعندما ترى
نفسك تبكي في الحلم بسبب أن أخاك ضربك، فإن ذلك لا يعني الضرب في معناه
المجرد، بل يرمز لشيء أكثر عمقاً، وهذه هي الطريقة التي يعبر بها العقل
الباطن عن مشاعرك. لذلك فعند تعبير الأحلام تكون للرموز دلالات مختلفة عن
المعاني السطحية الظاهرة. يذكر د. فهد الأحمدي أنه كان يرى دائماً أنه في
آخر سنة بالثانوية وقد كبر سنه وابيض شعره، وهو بين طلاب أصغر منه سنا
وأكثر تميزا، وكانت رمزية الحلم في أنه يحمل عقدة ذنب دفينة حيال تعمده
الرسوب في آخر عام طمعا بتحقيق نسبة أعلى في العام التالي!
أنت تنسى 90% من أحلامك: خلال خمس دقائق من قيامك من النوم ستنسى نصف ماحلمت به، أما بعد عشر دقائق فستكون قد نسيت 90% من أحلامك!
الأعمى
يحلم أيضاً: فالأعمى الذي فقد البصر كبيراً يرى الصور والوجوه التي
اختزنتها ذاكرته حين كان مبصراً، أما الذي وُلد وهو أعمى، فهو لا يرى أي
صور أو وجوه أثناء الحلم! وعوضاً عن ذلك، فأحلامه تكون كبث الراديو (صوت
بدون صورة) وتكون خليط من الصوت والإحساس والقدرة على الشم والتذوق بدون أي
صورة، والأصم بنفس الطريقة لا يسمع أصواتاً في حلمه لأنه لا يستطيع أن
يدرك ماهية الصوت أصلاً!
ليست كل الأحلام ملونة: هل جميع أحلامك
بالألوان؟ حسناً، لا يمكنك الإجابة على هذا السؤال إلا إذا علمت أن الكثير
من الأحلام تكون فعلاً باللونين الأبيض والأسود، أو بلون معين يطغى على
الحلم، أو بإضاءة خافتة لا يتبين بها اللون. كما أن الألوان تكون لها هي
الأخرى دلالات معينة، فحين ترى شخصاً وجهه أسود أو يده سوداء فتلك إشارة
سيئة، ولا تعني اللون لمجرد اللون، فالعقل الباطن كما أشرت رمزي الدلالة
بشكل كبير! وبالإضافة لذلك، فإن 12% من البشر يحلمون باللونين الأبيض
والأسود وتدرجاتهما فقط!
الأعمال العظيمة قد تبدأ بحلم: فالأحلام ماهي
إلا تحليل عميق لأفكارك ورغباتك التي تخزنها بعقلك الباطن. وبالتالي
فالكثير من العلماء أكدوا فائدة نوم الطلاب بعد المذاكرة والحفظ وذلك لأن
اللاوعي يعمل بكل نشاط أثناء نومك ولاينام كما تنام أنت، وأنا شخصياً وصلت
للعديد من الحلول لمشاكل واجهتني أثناء نومي! وقد حُكي عن أحد الشعراء أنه
كتب قصيدة كاملة رأى نفسه يلقيها في المنام، كما ذكر العالم الكيميائي
ميندليف أنه اكتشف الجدول الدوري للعناصر الكيميائية أثناء نومه، أما
العالم كيكولي فقد وصل إلى التركيب الكيميائي للبنزين عندما كان يحلم!
نوماً هنيئاً، وأحلاماً سعيدة أتمناها لكم!
حاولت ذات مساء أن تصل إلى تفسير منطقي لكيفية انتقالنا يومياً من عالم
الواقع إلى عالم الأحلام وعودتنا بعد ذلك، وكيف نستطيع خلق ومشاهدة أحداث
غير موجودة في الواقع أو نتحدث مع مشاهير ومخلوقات غريبة أو نقوم بأفعال
خارقة أو مخجلة لم نتوقع يوماً أن نقوم بها، كل ذلك ونحن نغط في نوم عميق
ولم تتحرك أجسادنا قيد أنملة؟
حسناً، أنا فعلت! فعالم الأحلام لا يزال
يسحرني ويبهرني، خاصة أن الحلم ليس كالخيال المحض، فأثناء الحلم أنت تعيش
في عالم افتراضي مختلف وتسبر أغواره، بالإضافة إلى أن الأحلام قد تكون لها
آثار ملموسة نفسية أو حتى جسدية كما تعلمون!
والأحلام ما هي إلا الطريقة
التي تعمل بها أذهاننا أثناء النوم كما يقول أرسطو، وبشكل أدق هي الرغبات
الخفية والممنوعة كما يعرفها سيجمون فرويد، والتي تظهر على هيئة رموز قد لا
نفهمها مباشرة، لكن مدلولاتها عميقة جداً وتغوص في أعماق الكينونة البشرية
التي تخفي الكثير من المشاعر والرغبات والأفكار في عقلها الباطن.
ولايمكن
بحال إغفال الجانب الروحاني عند الحديث عن الأحلام، فحسب أقوال المتدينين
والروحانيين قد تنفصل الروح عن الجسد أثناء الحلم (كما يقرر ذلك القرآن
الكريم) وقد تلتقي أرواحاً أخرى حية وميتة في بعد برزخي يختلف عن الأبعاد
الأربعة المعروفة (لازلت أتساءل، كم مقدار الطاقة اللازمة للوصول إلى هذا
البعد؟).
والنوم هو أخو الموت، وهو وفاة كما ذكر القرآن {وهو الذي
يتوفاكم بالليل} فالروح تنفصل عن الجسد، والجسد يكون في حالة شلل أثناء
فترة الحلم، ونعتقد كمسلمين أن الحلم جزء من النبوة، فبعض الأحلام قد تتنبأ
لك بالمستقبل، وهذه حقيقة معايشة!
وعلى أية حال، هناك بعض الحقائق العجيبة عن عالم الأحلام التي أثبتها العلم الحديث، منها:
جميع
أحلامك لا تدوم أكثر من دقائق: فمهما نمت من ساعات طوال، لن تحلم سوى
عندما تكون في حالة تسمى Rapid Eye Movement أو (REM) وهي الوقت الذي تكون
فيه عيناك ترمشان بسرعة، وبما أن العقل الباطن لايفرق بين الحقيقة والخيال،
فقد تكون الأحلام خطيرة جداً لولا أن الجسم خلال هذه الفترة يكون مشلولاً
تماماً، فلا يقفز مثلاً من السرير عندما يحلم الشخص بذلك!
أنت لا ترى في
الحلم سوى الأشخاص الذين رأيتهم في حياتك: فمهما رأيت في أحلامك من وجوه
وأشخاص، تأكد أنك رأيتهم ولو مرة واحدة في حياتك، العقل الباطن لا يخترع
الوجوه، بل يحتفظ بذاكرة كبيرة تحتوي على صور جميع من شاهدتهم، وعند الحلم
يقوم باسترجاع صورة من شاء من قاعدة بياناته الضخمة، حتى ذلك الشخص المخيف
الذي رأيته يطاردك ويحاول قتلك في الأحلام هي عبارة عن رموز: فعندما ترى
نفسك تبكي في الحلم بسبب أن أخاك ضربك، فإن ذلك لا يعني الضرب في معناه
المجرد، بل يرمز لشيء أكثر عمقاً، وهذه هي الطريقة التي يعبر بها العقل
الباطن عن مشاعرك. لذلك فعند تعبير الأحلام تكون للرموز دلالات مختلفة عن
المعاني السطحية الظاهرة. يذكر د. فهد الأحمدي أنه كان يرى دائماً أنه في
آخر سنة بالثانوية وقد كبر سنه وابيض شعره، وهو بين طلاب أصغر منه سنا
وأكثر تميزا، وكانت رمزية الحلم في أنه يحمل عقدة ذنب دفينة حيال تعمده
الرسوب في آخر عام طمعا بتحقيق نسبة أعلى في العام التالي!
أنت تنسى 90% من أحلامك: خلال خمس دقائق من قيامك من النوم ستنسى نصف ماحلمت به، أما بعد عشر دقائق فستكون قد نسيت 90% من أحلامك!
الأعمى
يحلم أيضاً: فالأعمى الذي فقد البصر كبيراً يرى الصور والوجوه التي
اختزنتها ذاكرته حين كان مبصراً، أما الذي وُلد وهو أعمى، فهو لا يرى أي
صور أو وجوه أثناء الحلم! وعوضاً عن ذلك، فأحلامه تكون كبث الراديو (صوت
بدون صورة) وتكون خليط من الصوت والإحساس والقدرة على الشم والتذوق بدون أي
صورة، والأصم بنفس الطريقة لا يسمع أصواتاً في حلمه لأنه لا يستطيع أن
يدرك ماهية الصوت أصلاً!
ليست كل الأحلام ملونة: هل جميع أحلامك
بالألوان؟ حسناً، لا يمكنك الإجابة على هذا السؤال إلا إذا علمت أن الكثير
من الأحلام تكون فعلاً باللونين الأبيض والأسود، أو بلون معين يطغى على
الحلم، أو بإضاءة خافتة لا يتبين بها اللون. كما أن الألوان تكون لها هي
الأخرى دلالات معينة، فحين ترى شخصاً وجهه أسود أو يده سوداء فتلك إشارة
سيئة، ولا تعني اللون لمجرد اللون، فالعقل الباطن كما أشرت رمزي الدلالة
بشكل كبير! وبالإضافة لذلك، فإن 12% من البشر يحلمون باللونين الأبيض
والأسود وتدرجاتهما فقط!
الأعمال العظيمة قد تبدأ بحلم: فالأحلام ماهي
إلا تحليل عميق لأفكارك ورغباتك التي تخزنها بعقلك الباطن. وبالتالي
فالكثير من العلماء أكدوا فائدة نوم الطلاب بعد المذاكرة والحفظ وذلك لأن
اللاوعي يعمل بكل نشاط أثناء نومك ولاينام كما تنام أنت، وأنا شخصياً وصلت
للعديد من الحلول لمشاكل واجهتني أثناء نومي! وقد حُكي عن أحد الشعراء أنه
كتب قصيدة كاملة رأى نفسه يلقيها في المنام، كما ذكر العالم الكيميائي
ميندليف أنه اكتشف الجدول الدوري للعناصر الكيميائية أثناء نومه، أما
العالم كيكولي فقد وصل إلى التركيب الكيميائي للبنزين عندما كان يحلم!
نوماً هنيئاً، وأحلاماً سعيدة أتمناها لكم!