كل منا يرى أحلاماً متنوعة إلا أن عدداً قليلاً منها يصبح مميزاً وله
معنى خاص فقط عندما يترجم في واقع حياتنا ، ففي بعض الأحيان تحمل الاحلام
لغة مرمزة وفي أحيان أخرى تعطي رؤية مفصلة تتكرر في الواقع القريب .
وهذا يضع علامات إستفهام على مصدر هذه الرؤى ، هل هي إدراك ما فوق حسي
للعقل الباطن وتتم ترجمته في العقل بهذا الشكل البصري والتخاطري وهل يملك
العقل أن يعرف المستقبل القريب بما يكون أشبه بالهاجس أم أن هناك تدخل من
كيانات خارجية فاعلة فيه تنقل سيلاً من طاقات تحمل الأفكار والأحاسيس وتعمل
بفعالية أكبر عندما نكون في إحدى حالات الوعي ومنها النوم .
وحتى
نعثر على إجابات محددة عن عالم الأحلام الغامض نسرد لكم بعض التجارب
الواقعية عن الأحلام التي أرسلها أصحابها إلى موقع ما وراء الطبيعة :
1- أحلام الموت الوشيك :
التجربة
التي سأتحدث عنها ليست تجربة مررت بها مرة أو مرتين لكنني أعيشها كل يوم
تقريباً وسأتحدث عن ما أعتبره الأهم ، فأنا أستطيع من خلال أحلامي أن أعرف
أن فلاناً من الناس سيموت قريباً جداً ، وفي الآونة الأخيرة خلال الأشهر
الستة الأخيرة فقط رأيت في أحلام متفرقة موت عدة أشخاص أعرفهم ، ومنهم أمي
وجدتي ، وقد مات كل واحد منهم بعد أيام فقط من رؤيتي لذلك الحلم ، على
سبيل المثال: قبل وفاة أمي بأسبوع رأيتها في حلمي تجلس مع جميع أفراد
عائلتنا الذين قد فارقوا الحياة من قبل وم يكن معهم أحد من الأحياء إلا أمي
، كانوا في غرفة مظلمة وكأن الكهرباء مقطوعة أو لا يصلها سوى ضوء ضعيف ،
وكنت في الحلم أعلم أنها أصبحت الآن مثلهم ومعهم ، وعندما استيقظت أدركت
فوراً أن التأويل الوحيد لهذا الحلم هو موتها القريب وهذا ما حدث فعلاً ،
عندما أقول أن هذه التجربة تتكرر معي ، لا أقصد فقط أنه حدث أكثر من مرة أن
شاهدت أحداً في المنام يموت ثم مات ، بل أقصد أنني كلما شاهدت أحداً يموت
فإنه يموت ، المشكلة أنني أصبحت أخاف من أحلامي ، أود أن أضيف أنني أمتلك
ما أسميه حدس قوي كالتنبؤ بالأحداث السلبية غالباً وهو لا يأتي عبر
الأحلام فقط ولكن يتملكني إحساس مبهم أو توتر لا أتمكن من فهمه فوراً .
2- ديجافو حلمي :
في
العام 1983 زرت قرية تقع على النيل الابيض بالسودان وعند وصولي الى
مشارفها فوجئت بل ذُهلت تماماً مما رأيته ، فقد رأيت في حلمي نفس صورة هذه
القرية بأشجارها التي تطل على النهر والساحل والنازل المطلة عليه والطيور
التي تحلق ومنذ ذلك الحين وأنا في حيرة من تفسير ما حصل ، ولكن هناك تفسير
مقنع قرأته في كتاب للدكتور عز الدين المهدي عن الارواح وذكر فيه بأن
الروح عند النوم العميق تخرج من الجسد الى الفضاء الرحب من خلال ناصية
الإنسان ويربطها بالجسد حبل سري وهي تحلق في الفضاء ومن خلال التحليق ترى
أماكن كثيرة ثم تعود الى الجسد عند اليقظة من النوم ، فهل هذا صائب
علمياً وإن لم يكن كذلك فما هو التفسير الصحيح علماً بأنني من غرب
السودان أي موطني يبعد من هذه القرية حوالي 1200 كيلومتر .
3- جبل ينهار :
رأيت
في منامي أن جبلاً ينهار فينزل التراب على منزل أمي فيما كنت وزوجي نحاول
المساعدة لنزيل التراب عن المنزل ونبعد الأولاد عن مكان الانهيار ولشدة ما
كان الحلم حقيقياً كتبته مباشرة بعد استيقاظي من النوم حتى أنني دونت
الساعة والتاريخ لأرى ما سوف يحصل وكيف سيتحقق ،وفي قرارة نفسي كنت متأكدة
من أن ثمة أمراً جللاً سيحصل ، وبعد 5 أيام توفيت أمي التي لم تكن تشكو
حينها من أي مرض ، وكان سبب الوفاة إصابتها بجلطة مفاجئة في القلب وتوفيت
بسرعة .
4- جرح اليد :
وقعت هذه التجربة عندما كنت أبلغ
حينها التاسعة من العمر و والدتي في أول الثلاثينات من عمرها ، ففي صباح
أحد الأيام عند حوالي الساعة 7:00 صباحاً كنت أجهز نفسي للذهاب إلى المدرسة
وقبل خروجي أخبرتني أمي أنها رأت حلماً مفاده أن يدي اليمنى ستجرح عميقاً
فأمسكت أمي يدي و حددت مكان الجرح وطلبت مني بأن لا أتشاقى اليوم و لا ألعب
مع أصدقائي ، كما وجهت إلي عدة محاذير أخرى ، و بعد أن رجعت من المدرسة و
أخذت قسطاً من الراحة عصيت توجيهاتها و خرجت للعب في الشارع وعند حوالي
5:00 مساء إشتبكت مع أحد الصبية بالحي فأخذت زجاجة مكسورة و غرستها في بطنه
و إنغرز الجانب الآخر منها في يدي مما كلفني خياطة 3 غرز فرجعت إلى المنزل
واضعاً يدي خلف ظهري و بمجرد دخولي المنزل سألتني : هل جرحت ، أجبت نعم في
المكان الذي حددتيه وأقسم بأن ما رويته كان صحيحاً 100% و أشهد الله على
ذلك .
منقول