لو قلت لك أنني
أستطيع الطيران أسرع من طائرة الجامبو جت، وأستطيع أن أتنقل إلى أي مكان
أشاء، وأن أقابل من أحب، ربما ستقول، “مستحيل!”، ولكن ليس هناك مستحيل في
الأحلام. فالكثير من الناس لديهم القدرة على التحكم بالأحلام للقيام بأي
شيء يتمنون القيام به، من طيران، والانتقال من مدينة إلى مدينة أو من دولة
إلى أخرى، ومقابلة المشاهير، وطرد الكوابيس (بتحويل الوحش أو الشبح إلى
فأر أو أن بشل حركته)، أن تكون له قوى خارقة، وبشكل عام خلق أي سيناريو
يشاء أن يخلق.
من الصغر وأنا أحلم
بالطيران، ولكن في نفس الوقت كل طيراني منخفض المستوى وبطيئ، فصحيح إن
الطيران ممتع، ولكن لم يتحقق طموحي بالشكل الذي أريده حتى قبل 6 سنوات،
ولكن قبل ذلك أعود إلى الوراء قليلا، أنا كنت من المعجبين بتفسير الأحلام،
وفي حوالي 1992 قرأت كتاب للعالم الفيزيائي الكبير ريتشارك فاينمان
(Richard Feynman) بعنوان “بالتأكيد أنت تمزح يا سيد فاينمان (Surely You’re Joking Mr. Feynman)”، (للعلم فقط على عجالة، العالم فاينمان من الذين لهم التأثير الكبير في تطوير الميكانيكة الكمية، وساهم في صناعة القنبلة الذرية،
وهو الذي أسس فكرة تكنولوجيا النانو، وله محاضرات جدا شهيرة في الفيزياء
اشتريتها قبل عدة سنوات، وحاز على جائزة النوبل)، وفي هذا الكتاب الذي أنصح
بقراءته (قصته الشخصية رائع جدا) قام فاينمان بتجارب عدة شخصية غير
مخبرية، فمنها كان يحاول معرفة كيف يقوم النمل بالتوصل إلى الأكل وتكوين
أقرب مسار له، ومنها قدرة الإنسان على الاشتمام، وغير المقالب التي كان
يقوم بها على العلماء من زملائه، وفي تجربة من التجارب كان يحاول أن يعرف
متى ينتقل الإنسان من الوعي إلى اللاوعي حين ينام.
فبدأ بمراقبة نفسه
أثناء النوم، حتى يعرف كيف ينقطع التفكير عنه، مع هذه التجربة لاحظ أنه
بإمكانه أن يراقب نفسه وهو نائم وهو يحلم، فيرى نفسه وهو على ظهر قطار،
ويستمع للأصوات، ويرى الألوان (بعض الناس تعتقد أن الأحلام بالأسود
والأبيض)، وعلى مدى مجموعة من الأسابيع قام بالتحكم ببعض ما يراه في
أحلامه، حتى أنه مرة في المرات رأى في منامه بنتا جالسة على عشب طويل،
شعرها الأحمر تنعكس وتنكسر منها أشعة الشمس، فقال لنفسه: هل أستطيع أن أرى
ذلك بدقة؟ فرأى كل خصلة في شعرها بأي درجة من الوضوح أراد، كان نظره في تلك
اللحظة في متناهي الدقة، وأكمل مسيرته من الأحلام بعدة محاولات كلها الهدف
منها الإجابة عن إسئلة تختص بالحواس مثل النظر والملمس والسمع في الأحلام،
وهكذا.
بعدما انتهيت من هذا
الكتاب كنت أناقش أحد الأصدقاء الأمريكيين، فقال لي أن ابن أخته لديه
القدرة على التحكم بالأحلام، وقال لي أنه يقول أن لديه القدرة على تشكيل
حلمه كما يشاء، وأن أفضل ما يقوم به في الحلم هو الطيران، وبعد أيام قابلت
الولد وسألته، ووصف لي مدى سهولة تحكمه في أحلامه، وكم تمنيت لو أنني
استطيع القيام بذلك.
قبل 6 سنوات كنت أبحث على الإنترنت عن تفسير الأحلام من الناحية العلمية، فصدف أنني وقعت على الموقع الشهير (HowStuffWorks)،
وقرأت في موضوع التحكم بالأحلام وفي نهاية الموضوع وجدت رابط لمنتدى
باللغة الإنجليزية عن الأحلام الواضحة (Lucid Dreams)، واسم الموقع هو دريم
فيوز (Dream Views)،
واشتركت بالموقع وتعلمت منهم كيفية كيفية التحكم بالأحلام، فالكثير من
الصغار والشباب والشابات يقومون بالتحكم بأحلامهم بمنتهى السهولة، واكتشفت
أن الدكتور ستفين لابيرج (Stephen LeBerge)
قام بعدة تجارب وكتب أوراق علمية في الأحلام الواضحة وحكمت هذه الأوراق
ونشرت له في مجلات علمية، ومن ضمن دراسته على الأحلام كان يحاول معرفة فارق
الوقت للشخص في الحلم بالنسبة لليقضة، وايضا دراسة الإشارات الكهربائية
للمخ للشخص الذي يغني أثناء نومه وأثناء اليقضة، وحتى النشوة الجنسية في
أثناء النوم، وألف كتبا في مجال الأحلام الواضحة، وقمت بشراء الكتاب من
الأمازون وقرأته بلهف، بعدها قمت بالتجربة على نفسي للتحكم بأحلامي.
الأحلام الواضحة
تبدأ حينما تكتشف أنك تحلم، فمثلا من الممكن أن يكون هناك شيء غير منطقي
تكتشفه، فتتساءل ما إذا كنت في حلم، أو من الممكن أن تقول باختبار معين
تشكف لنفسك أنك تحلم، أو من الممكن أن تنام وانت واعي وتبقى على وعيك إلى
أن تدخل إلى الحلم فتعلم أنك في عالم الأحلام، بعدها من المهم أن تبقي نفسك
في الحلم، لأنه من الممكن أن تفيق بمجرد اكتشافك أنك تحلم، والشيء المهم
الآخر هو أن تستمتع بالتحكم بأحلامك والطيران فيها وخلق الأجواء التي تحب
أن تخلقها ومقابلة الأشخاص الذين تحب مقابلتهم، وهكذا.
في أول تجربة لي
بالأحلام الواضحة بعد اتباع الخطوات (التي سأذكرها في الحلقة القادمة إن
شاء الله)، استطعت معرفة أنني أحلم، وبمجرد المعرفة تحمست بشكل كبير لدرجة
أنني أفقت من النوم، للأسف لم أستعد لهذه التجربة بشكل جيد، وفي التجربة
الثانية للأسف حلمت بكابوس وكأن طائر كبير أراد أن ينقض علي بمخالبه وأنا
جالس على كرسي في مطعم (لا تسألني كيف دخل الطائر إلى المطعم، الأحلام ليست
منطقية)، وفي تلك اللحظة علمت أنني في حلم، فبسرعة ومن شدة الخوف وقبل أن
يمسك بي الطير بمخالبه افقت نفسي من نومي.
ولي قصة مع كابوس
أخافني أشد الخوف حيث كنت ملاحقا من شبح أو جن أخافني أشد الخوف، فحملت
سكينا لقتله، فهددني لو أنني قمت بطعنه لن أقدر على قتله، وأنه بعدها لن
يتركني أبدا، وسيقوم بملاحقتي وقتلي، فتجرأت وطعنته، فنظر إلي وقال لي
مستخفا أنني أوقعت نفسي في مصيبة، وأنه لا مفر لي منه الآن، وفعلا، لم تجدي
أي محاولة للفرار، ففزعت أشد الفزع منه، ولكن بعد طول الملاحقة تبين لي
أنني أحلم، فتوقفت، وتوقف هو، فقلت له أنني لست خائفا منه، لأنني أعرف كيف
أتخلص منه، فتحداني، وما كان مني إلا أن أرغمت نفسي على القيام من النوم،
واحسست عند قيامي أنه كأنما كنت مشلولا وأنني أصارع الشلل، حتى رجعت لي
القدرة على الحركة، يا لها من تجربة رائعة، تغلبت على كابوس مرعب، وبكل
سهولة، ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا لم أحلم بكابوس مخيف بنفس الدرجة
(ربما حلمت بشيء بسيط هنا وهناك، ولكن انتهت حدة الكوابيس المرعبة).
مع ذلك لم أستطع في
ذلك الوقت من التحكم بمجريات الحلم، وكنت أتحدث مع أحد الأصدقاء عن التحكم
في الأحلام، وبعد أيام قابلته مرة أخرى فأخبرني أنه تحكم بأحلامه بكل
سهولة، وأنه استطاع أن ينتقل إلى سطح القمر من الأرض، وحتى أنه أخبر أخيه
فاستطاع أن يتحكم بأحلامه، فأردت أن أخنقه، فقد اتبعت جميع الإرشادات التي
تتعلق بالأحلام الواضحة لم أفلح بشكل جيد أو حتى بمستوى أقل منه.
أخيرا حالفني الحظ
بعد أن نمت في أحد الأيام، فرأيت نفسي اطير، وإذا بي أعرف أنني أطير،
فانطلقت إلى السماء حيث الغيوم البيضاء، وهذه كانت أول مرة لي في حياتي
أطير فيها إلى السماء بهذا العلو، فقررت أن أتسابق مع طائرة، وإذا بطائرة
الجامبو تطير بجانبي، فانطلقت ملاحقا لها، وكنت أطير جنبا إلى جنب، ولم
تعجبي هذه السرعة، فقررت أن أسبق الطائرة، فمددت يدي مثل سوبرمان وشققت
السماء كالسكين بسرعتي المذهلة، وتركت الطائرة خلفي بسرعتها البطيئة.
السر في التحكم
بالأحلام هو المعرفة بإنك تحلم، والطريقة الرئيسية هي اكتشاف الأشياء الغير
المنطقية التي تحدث في الحلم، ولكن المشكلة في هذه الفكرة أننا دائما نحلم
بأشياء غير منطقية ولكننا نتقبلها بلا تردد، فالسبب الرئيسي لذلك يرجع إلى
أن الجزء المسؤول عن المنطق في المخ يتعطل عن العمل، ولذلك الطريقة هي أن
تعود نفسك خلال اليوم بالفحص ما إذا كنت نائما أم لا، بعد التعود على هذا
التدقيق سترى أنك وبشكل طبيعي تقوم بالتأكد من حالتك حتى أثناء النوم،
وواحد من أهم الأمور أنك تنظر إلى ورقة مكتوب فيها أمر معين، فتنظر إليها
ثم تدير وجهك عنها، ثم تعود لتنظر إليها، إذا كنت تحلم ستجد أن محتويات
الورقة ستتغير، أو أنك تنظر إلى ساعة ديجيتال على يدك طوال اليوم، في
المنام ستنجد نفسك غريزيا تتوجه للنظر إلى الساعة، فإذا نظرت إليها في
المرة الأولى سترى الساعة تشير إلى وقت معين، أدر يدك ثم أعدها ستجد أن
الوقت اختلف، عندنا ستعرف أنك تحلم، وبعدها تمالك نفسك لأنك من شدة الإثارة
ستفيق. وسأتكلم عن طرق التحكم بالحلم بحيث لا تفيق منه.
عند هذه النقطة
أتوقف وسأتكلم في الحلقة القادمة عن مجموعة أشياء منها الجاثوم أو الشلل
وعن التفسير العلمي، والنزع من الجسد (وهل هو نزع حقيقي أم مجرد حلم)، ثم
سأتكلم عن الطرق العملية للتحكم بالأحلام.
أستطيع الطيران أسرع من طائرة الجامبو جت، وأستطيع أن أتنقل إلى أي مكان
أشاء، وأن أقابل من أحب، ربما ستقول، “مستحيل!”، ولكن ليس هناك مستحيل في
الأحلام. فالكثير من الناس لديهم القدرة على التحكم بالأحلام للقيام بأي
شيء يتمنون القيام به، من طيران، والانتقال من مدينة إلى مدينة أو من دولة
إلى أخرى، ومقابلة المشاهير، وطرد الكوابيس (بتحويل الوحش أو الشبح إلى
فأر أو أن بشل حركته)، أن تكون له قوى خارقة، وبشكل عام خلق أي سيناريو
يشاء أن يخلق.
من الصغر وأنا أحلم
بالطيران، ولكن في نفس الوقت كل طيراني منخفض المستوى وبطيئ، فصحيح إن
الطيران ممتع، ولكن لم يتحقق طموحي بالشكل الذي أريده حتى قبل 6 سنوات،
ولكن قبل ذلك أعود إلى الوراء قليلا، أنا كنت من المعجبين بتفسير الأحلام،
وفي حوالي 1992 قرأت كتاب للعالم الفيزيائي الكبير ريتشارك فاينمان
(Richard Feynman) بعنوان “بالتأكيد أنت تمزح يا سيد فاينمان (Surely You’re Joking Mr. Feynman)”، (للعلم فقط على عجالة، العالم فاينمان من الذين لهم التأثير الكبير في تطوير الميكانيكة الكمية، وساهم في صناعة القنبلة الذرية،
وهو الذي أسس فكرة تكنولوجيا النانو، وله محاضرات جدا شهيرة في الفيزياء
اشتريتها قبل عدة سنوات، وحاز على جائزة النوبل)، وفي هذا الكتاب الذي أنصح
بقراءته (قصته الشخصية رائع جدا) قام فاينمان بتجارب عدة شخصية غير
مخبرية، فمنها كان يحاول معرفة كيف يقوم النمل بالتوصل إلى الأكل وتكوين
أقرب مسار له، ومنها قدرة الإنسان على الاشتمام، وغير المقالب التي كان
يقوم بها على العلماء من زملائه، وفي تجربة من التجارب كان يحاول أن يعرف
متى ينتقل الإنسان من الوعي إلى اللاوعي حين ينام.
فبدأ بمراقبة نفسه
أثناء النوم، حتى يعرف كيف ينقطع التفكير عنه، مع هذه التجربة لاحظ أنه
بإمكانه أن يراقب نفسه وهو نائم وهو يحلم، فيرى نفسه وهو على ظهر قطار،
ويستمع للأصوات، ويرى الألوان (بعض الناس تعتقد أن الأحلام بالأسود
والأبيض)، وعلى مدى مجموعة من الأسابيع قام بالتحكم ببعض ما يراه في
أحلامه، حتى أنه مرة في المرات رأى في منامه بنتا جالسة على عشب طويل،
شعرها الأحمر تنعكس وتنكسر منها أشعة الشمس، فقال لنفسه: هل أستطيع أن أرى
ذلك بدقة؟ فرأى كل خصلة في شعرها بأي درجة من الوضوح أراد، كان نظره في تلك
اللحظة في متناهي الدقة، وأكمل مسيرته من الأحلام بعدة محاولات كلها الهدف
منها الإجابة عن إسئلة تختص بالحواس مثل النظر والملمس والسمع في الأحلام،
وهكذا.
بعدما انتهيت من هذا
الكتاب كنت أناقش أحد الأصدقاء الأمريكيين، فقال لي أن ابن أخته لديه
القدرة على التحكم بالأحلام، وقال لي أنه يقول أن لديه القدرة على تشكيل
حلمه كما يشاء، وأن أفضل ما يقوم به في الحلم هو الطيران، وبعد أيام قابلت
الولد وسألته، ووصف لي مدى سهولة تحكمه في أحلامه، وكم تمنيت لو أنني
استطيع القيام بذلك.
قبل 6 سنوات كنت أبحث على الإنترنت عن تفسير الأحلام من الناحية العلمية، فصدف أنني وقعت على الموقع الشهير (HowStuffWorks)،
وقرأت في موضوع التحكم بالأحلام وفي نهاية الموضوع وجدت رابط لمنتدى
باللغة الإنجليزية عن الأحلام الواضحة (Lucid Dreams)، واسم الموقع هو دريم
فيوز (Dream Views)،
واشتركت بالموقع وتعلمت منهم كيفية كيفية التحكم بالأحلام، فالكثير من
الصغار والشباب والشابات يقومون بالتحكم بأحلامهم بمنتهى السهولة، واكتشفت
أن الدكتور ستفين لابيرج (Stephen LeBerge)
قام بعدة تجارب وكتب أوراق علمية في الأحلام الواضحة وحكمت هذه الأوراق
ونشرت له في مجلات علمية، ومن ضمن دراسته على الأحلام كان يحاول معرفة فارق
الوقت للشخص في الحلم بالنسبة لليقضة، وايضا دراسة الإشارات الكهربائية
للمخ للشخص الذي يغني أثناء نومه وأثناء اليقضة، وحتى النشوة الجنسية في
أثناء النوم، وألف كتبا في مجال الأحلام الواضحة، وقمت بشراء الكتاب من
الأمازون وقرأته بلهف، بعدها قمت بالتجربة على نفسي للتحكم بأحلامي.
الأحلام الواضحة
تبدأ حينما تكتشف أنك تحلم، فمثلا من الممكن أن يكون هناك شيء غير منطقي
تكتشفه، فتتساءل ما إذا كنت في حلم، أو من الممكن أن تقول باختبار معين
تشكف لنفسك أنك تحلم، أو من الممكن أن تنام وانت واعي وتبقى على وعيك إلى
أن تدخل إلى الحلم فتعلم أنك في عالم الأحلام، بعدها من المهم أن تبقي نفسك
في الحلم، لأنه من الممكن أن تفيق بمجرد اكتشافك أنك تحلم، والشيء المهم
الآخر هو أن تستمتع بالتحكم بأحلامك والطيران فيها وخلق الأجواء التي تحب
أن تخلقها ومقابلة الأشخاص الذين تحب مقابلتهم، وهكذا.
في أول تجربة لي
بالأحلام الواضحة بعد اتباع الخطوات (التي سأذكرها في الحلقة القادمة إن
شاء الله)، استطعت معرفة أنني أحلم، وبمجرد المعرفة تحمست بشكل كبير لدرجة
أنني أفقت من النوم، للأسف لم أستعد لهذه التجربة بشكل جيد، وفي التجربة
الثانية للأسف حلمت بكابوس وكأن طائر كبير أراد أن ينقض علي بمخالبه وأنا
جالس على كرسي في مطعم (لا تسألني كيف دخل الطائر إلى المطعم، الأحلام ليست
منطقية)، وفي تلك اللحظة علمت أنني في حلم، فبسرعة ومن شدة الخوف وقبل أن
يمسك بي الطير بمخالبه افقت نفسي من نومي.
ولي قصة مع كابوس
أخافني أشد الخوف حيث كنت ملاحقا من شبح أو جن أخافني أشد الخوف، فحملت
سكينا لقتله، فهددني لو أنني قمت بطعنه لن أقدر على قتله، وأنه بعدها لن
يتركني أبدا، وسيقوم بملاحقتي وقتلي، فتجرأت وطعنته، فنظر إلي وقال لي
مستخفا أنني أوقعت نفسي في مصيبة، وأنه لا مفر لي منه الآن، وفعلا، لم تجدي
أي محاولة للفرار، ففزعت أشد الفزع منه، ولكن بعد طول الملاحقة تبين لي
أنني أحلم، فتوقفت، وتوقف هو، فقلت له أنني لست خائفا منه، لأنني أعرف كيف
أتخلص منه، فتحداني، وما كان مني إلا أن أرغمت نفسي على القيام من النوم،
واحسست عند قيامي أنه كأنما كنت مشلولا وأنني أصارع الشلل، حتى رجعت لي
القدرة على الحركة، يا لها من تجربة رائعة، تغلبت على كابوس مرعب، وبكل
سهولة، ومنذ ذلك الوقت إلى يومنا هذا لم أحلم بكابوس مخيف بنفس الدرجة
(ربما حلمت بشيء بسيط هنا وهناك، ولكن انتهت حدة الكوابيس المرعبة).
مع ذلك لم أستطع في
ذلك الوقت من التحكم بمجريات الحلم، وكنت أتحدث مع أحد الأصدقاء عن التحكم
في الأحلام، وبعد أيام قابلته مرة أخرى فأخبرني أنه تحكم بأحلامه بكل
سهولة، وأنه استطاع أن ينتقل إلى سطح القمر من الأرض، وحتى أنه أخبر أخيه
فاستطاع أن يتحكم بأحلامه، فأردت أن أخنقه، فقد اتبعت جميع الإرشادات التي
تتعلق بالأحلام الواضحة لم أفلح بشكل جيد أو حتى بمستوى أقل منه.
أخيرا حالفني الحظ
بعد أن نمت في أحد الأيام، فرأيت نفسي اطير، وإذا بي أعرف أنني أطير،
فانطلقت إلى السماء حيث الغيوم البيضاء، وهذه كانت أول مرة لي في حياتي
أطير فيها إلى السماء بهذا العلو، فقررت أن أتسابق مع طائرة، وإذا بطائرة
الجامبو تطير بجانبي، فانطلقت ملاحقا لها، وكنت أطير جنبا إلى جنب، ولم
تعجبي هذه السرعة، فقررت أن أسبق الطائرة، فمددت يدي مثل سوبرمان وشققت
السماء كالسكين بسرعتي المذهلة، وتركت الطائرة خلفي بسرعتها البطيئة.
السر في التحكم
بالأحلام هو المعرفة بإنك تحلم، والطريقة الرئيسية هي اكتشاف الأشياء الغير
المنطقية التي تحدث في الحلم، ولكن المشكلة في هذه الفكرة أننا دائما نحلم
بأشياء غير منطقية ولكننا نتقبلها بلا تردد، فالسبب الرئيسي لذلك يرجع إلى
أن الجزء المسؤول عن المنطق في المخ يتعطل عن العمل، ولذلك الطريقة هي أن
تعود نفسك خلال اليوم بالفحص ما إذا كنت نائما أم لا، بعد التعود على هذا
التدقيق سترى أنك وبشكل طبيعي تقوم بالتأكد من حالتك حتى أثناء النوم،
وواحد من أهم الأمور أنك تنظر إلى ورقة مكتوب فيها أمر معين، فتنظر إليها
ثم تدير وجهك عنها، ثم تعود لتنظر إليها، إذا كنت تحلم ستجد أن محتويات
الورقة ستتغير، أو أنك تنظر إلى ساعة ديجيتال على يدك طوال اليوم، في
المنام ستنجد نفسك غريزيا تتوجه للنظر إلى الساعة، فإذا نظرت إليها في
المرة الأولى سترى الساعة تشير إلى وقت معين، أدر يدك ثم أعدها ستجد أن
الوقت اختلف، عندنا ستعرف أنك تحلم، وبعدها تمالك نفسك لأنك من شدة الإثارة
ستفيق. وسأتكلم عن طرق التحكم بالحلم بحيث لا تفيق منه.
عند هذه النقطة
أتوقف وسأتكلم في الحلقة القادمة عن مجموعة أشياء منها الجاثوم أو الشلل
وعن التفسير العلمي، والنزع من الجسد (وهل هو نزع حقيقي أم مجرد حلم)، ثم
سأتكلم عن الطرق العملية للتحكم بالأحلام.