غداً يوم عرفة فماذا سنفعل ؟؟؟؟
(1) التوبة الصادقة فإن الله - تعالى- يقول :«وَتُوبُوا
إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ»[13]، وقال تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا
إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ
سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا
مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ
رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ»[14]، والتوبة واجبة في كل وقت إلا أنها في الأوقات الفاضلة
آكد وأوجب، والإصرار على الذنب سبب للحرمان من الغفران ورضا الرحمن.
(2) الإكثار من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق، فإنها أصل دين الإسلام الذي
أكمله الله تعالى في ذلك اليوم وأساسه، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم «خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير
ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله
الحمد وهو على كل شيء قدير»[15]، وتحقيق التوحيد يوجب عتق الرقاب، وعتق
الرقاب يوجب العتق من النار؛ كما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله
عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال :«مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ. فِى يَوْمٍ مئَةَ مَرَّةٍ. كَانَتْ
لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ وَكُتِبَتْ لَهُ مئَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ
عَنْهُ مئَةُ سَيِّئَةٍ وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ
ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِىَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ
إِلاَّ أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. وَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ
اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِى يَوْمٍ مئَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ
كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ»[16]
(3) الإكثار من الدعاء
بالمغفرة والعتق من النار فالدعاء مستجاب في ذلك اليوم قال صلى الله عليه
وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة»، وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي
قال: ليس في الأرض يوم إلا لله فيه عتقاء من النار، وليس يوم أكثر فيه عتق
للرقاب من يوم عرفة، فأكثر فيه أن تقول: اللهم أعتق رقبتي من النار، وأوسع
لي من الرزق الحلال، واصرف عني فسقة الجن والإنس.
(4) الإكثار من
فعل الخيرات، وبذل المعروف والإحسان إلى الناس، فإن العمل الصالح يُضاعف
أجره في الأوقات الفاضلة، وكذا العمل القبيح الفاسد يُضاعف عقاب فاعله في
الأيام الفاضلة.
(5) صيام يوم عرفة فإنه قد جاء في الحديث الصحيح
عن أبي قتادة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال
:«صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ
السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ
عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي
قَبْلَهُ»[17]، وهذه خاصة بمن لم يوفق للحج، أما من كان حاجًا فالأفضل له
الفطر وذلك ليتقوى على الدعاء وفعل الطاعات والقربات في ذلك اليوم الأغر.
(6) حفظ الجوارح عن المحرمات في ذاك اليوم.
(7) الإكثار من التهليل والتسبيح والتكبير في هذا اليوم: فعَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ :«كُنَّا مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَدَاةِ عَرَفَةَ
فَمِنَّا الْمُكَبِّرُ وَمِنَّا الْمُهَلِّلُ»[18] فالتكبير يوم عرفة
والعيد، وأيام التشريق يشرع في كل وقت وهو التكبير المطلق، ويشرع عقب كل
صلاة وهو التكبير المقيد. فالتكبير صار عند بعض الناس من السنن المهجورة،
وهي فرصة لكسب الأجر بإحياء هذه السنة.
فمن طمع في العتق من
النار، ورجا مغفرة ذنوبه، وإقالة عثراته، والتجاوز عن سيئاته في يوم عرفة،
فليحرص على الإتيان بالأسباب التي يرجى بها - بعد فضل الله ورحمته - العتق
من النار، فالمحافظة على النوافل سببٌ من أسباب محبَّة الله، ومَنْ نال
محبَّة الله حفظه وأجاب دعاءه، وأعاذه ورفع مقامه؛ لأنها تُكمل النَّقص
وتجبر الكسر وتسدُّ الخََلَل.
فعلى المسلم أن يسابق بكل عمل صالح،
ويُكْثِر من الدُّعاء والاستغفار، ويتقرَّب إلى الله بكل قُرَبة، فمن فاته
في هذا العام القيام بعرفة فليقم لله بحقه الذي عرفه، ومن عجز عن المبيت
بمزدلفة فليبت عزمه على طاعة الله وقد قربه وأزلفه، ومن لم يمكنه القيام
بأرجاء الخيف فليقم لله بحق الرجاء والخوف، ومن لم يقدر على نحر هديه بمنى
فليذبح هواه هنا وقد بلغ المنا، ومن لم يصل إلى البيت لأنه منه بعيد فليقصد
رب البيت فإنه أقرب إلى من دعاه ورجاه من حبل الوريد.
منقول
(1) التوبة الصادقة فإن الله - تعالى- يقول :«وَتُوبُوا
إِلَى اللَّهِ جَمِيعًا أَيُّهَا الْمُؤْمِنُونَ لَعَلَّكُمْ
تُفْلِحُونَ»[13]، وقال تعالى «يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا تُوبُوا
إِلَى اللَّهِ تَوْبَةً نَّصُوحًا عَسَى رَبُّكُمْ أَن يُكَفِّرَ عَنكُمْ
سَيِّئَاتِكُمْ وَيُدْخِلَكُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا
الْأَنْهَارُ يَوْمَ لَا يُخْزِي اللَّهُ النَّبِيَّ وَالَّذِينَ آمَنُوا
مَعَهُ نُورُهُمْ يَسْعَى بَيْنَ أَيْدِيهِمْ وَبِأَيْمَانِهِمْ يَقُولُونَ
رَبَّنَا أَتْمِمْ لَنَا نُورَنَا وَاغْفِرْ لَنَا إِنَّكَ عَلَى كُلِّ
شَيْءٍ قَدِيرٌ»[14]، والتوبة واجبة في كل وقت إلا أنها في الأوقات الفاضلة
آكد وأوجب، والإصرار على الذنب سبب للحرمان من الغفران ورضا الرحمن.
(2) الإكثار من شهادة التوحيد بإخلاص وصدق، فإنها أصل دين الإسلام الذي
أكمله الله تعالى في ذلك اليوم وأساسه، فعن عمرو بن شعيب عن أبيه عن جده
قال: قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم «خير الدعاء دعاء يوم عرفة وخير
ما قلت أنا والنبيون من قبلي لا إله إلا الله وحده لا شريك له له الملك وله
الحمد وهو على كل شيء قدير»[15]، وتحقيق التوحيد يوجب عتق الرقاب، وعتق
الرقاب يوجب العتق من النار؛ كما ثبت في الصحيح عن أبي هريرة - رضي الله
عنه - أن رسول الله - صلى الله عليه وسلم – قال :«مَنْ قَالَ لاَ إِلَهَ
إِلاَّ اللَّهُ وَحْدَهُ لاَ شَرِيكَ لَهُ لَهُ الْمُلْكُ وَلَهُ الْحَمْدُ
وَهُوَ عَلَى كُلِّ شَىْءٍ قَدِيرٌ. فِى يَوْمٍ مئَةَ مَرَّةٍ. كَانَتْ
لَهُ عَدْلَ عَشْرِ رِقَابٍ وَكُتِبَتْ لَهُ مئَةُ حَسَنَةٍ وَمُحِيَتْ
عَنْهُ مئَةُ سَيِّئَةٍ وَكَانَتْ لَهُ حِرْزًا مِنَ الشَّيْطَانِ يَوْمَهُ
ذَلِكَ حَتَّى يُمْسِىَ وَلَمْ يَأْتِ أَحَدٌ أَفْضَلَ مِمَّا جَاءَ بِهِ
إِلاَّ أَحَدٌ عَمِلَ أَكْثَرَ مِنْ ذَلِكَ. وَمَنْ قَالَ سُبْحَانَ
اللَّهِ وَبِحَمْدِهِ فِى يَوْمٍ مئَةَ مَرَّةٍ حُطَّتْ خَطَايَاهُ وَلَوْ
كَانَتْ مِثْلَ زَبَدِ الْبَحْرِ»[16]
(3) الإكثار من الدعاء
بالمغفرة والعتق من النار فالدعاء مستجاب في ذلك اليوم قال صلى الله عليه
وسلم: «خير الدعاء دعاء يوم عرفة»، وروى ابن أبي الدنيا بإسناده عن علي
قال: ليس في الأرض يوم إلا لله فيه عتقاء من النار، وليس يوم أكثر فيه عتق
للرقاب من يوم عرفة، فأكثر فيه أن تقول: اللهم أعتق رقبتي من النار، وأوسع
لي من الرزق الحلال، واصرف عني فسقة الجن والإنس.
(4) الإكثار من
فعل الخيرات، وبذل المعروف والإحسان إلى الناس، فإن العمل الصالح يُضاعف
أجره في الأوقات الفاضلة، وكذا العمل القبيح الفاسد يُضاعف عقاب فاعله في
الأيام الفاضلة.
(5) صيام يوم عرفة فإنه قد جاء في الحديث الصحيح
عن أبي قتادة - رضي الله عنه - عن النبي - صلى الله عليه وسلم – قال
:«صِيَامُ يَوْمِ عَرَفَةَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ
السَّنَةَ الَّتِي قَبْلَهُ وَالسَّنَةَ الَّتِي بَعْدَهُ وَصِيَامُ يَوْمِ
عَاشُورَاءَ أَحْتَسِبُ عَلَى اللَّهِ أَنْ يُكَفِّرَ السَّنَةَ الَّتِي
قَبْلَهُ»[17]، وهذه خاصة بمن لم يوفق للحج، أما من كان حاجًا فالأفضل له
الفطر وذلك ليتقوى على الدعاء وفعل الطاعات والقربات في ذلك اليوم الأغر.
(6) حفظ الجوارح عن المحرمات في ذاك اليوم.
(7) الإكثار من التهليل والتسبيح والتكبير في هذا اليوم: فعَنْ عَبْدِ
اللَّهِ بْنِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عُمَرَ عَنْ أَبِيهِ قَالَ :«كُنَّا مَعَ
رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي غَدَاةِ عَرَفَةَ
فَمِنَّا الْمُكَبِّرُ وَمِنَّا الْمُهَلِّلُ»[18] فالتكبير يوم عرفة
والعيد، وأيام التشريق يشرع في كل وقت وهو التكبير المطلق، ويشرع عقب كل
صلاة وهو التكبير المقيد. فالتكبير صار عند بعض الناس من السنن المهجورة،
وهي فرصة لكسب الأجر بإحياء هذه السنة.
فمن طمع في العتق من
النار، ورجا مغفرة ذنوبه، وإقالة عثراته، والتجاوز عن سيئاته في يوم عرفة،
فليحرص على الإتيان بالأسباب التي يرجى بها - بعد فضل الله ورحمته - العتق
من النار، فالمحافظة على النوافل سببٌ من أسباب محبَّة الله، ومَنْ نال
محبَّة الله حفظه وأجاب دعاءه، وأعاذه ورفع مقامه؛ لأنها تُكمل النَّقص
وتجبر الكسر وتسدُّ الخََلَل.
فعلى المسلم أن يسابق بكل عمل صالح،
ويُكْثِر من الدُّعاء والاستغفار، ويتقرَّب إلى الله بكل قُرَبة، فمن فاته
في هذا العام القيام بعرفة فليقم لله بحقه الذي عرفه، ومن عجز عن المبيت
بمزدلفة فليبت عزمه على طاعة الله وقد قربه وأزلفه، ومن لم يمكنه القيام
بأرجاء الخيف فليقم لله بحق الرجاء والخوف، ومن لم يقدر على نحر هديه بمنى
فليذبح هواه هنا وقد بلغ المنا، ومن لم يصل إلى البيت لأنه منه بعيد فليقصد
رب البيت فإنه أقرب إلى من دعاه ورجاه من حبل الوريد.
منقول
عدل سابقا من قبل محمدمفسرالاحلام في 05/11/11, 05:58 am عدل 1 مرات (السبب : تصحيح الاخطاء الاملائيه)