اخوتي في الله
كـــثــيراً مـن يــــردد بــأن الـرؤيــا اذا عـــبّرت وقـعـت ولايـعـلم مـامـعـنى كـلــمــــــة (( عــبّرت )) !؟؟
فــعــن عــــائـشـة رضي الله عـنـهــا قــالـت : كـــانـت امــرأة مـن أهــل الـمـديـنـة لـهــا زوج تـــاجــــر
يـخـتـلـف ـ يـعـنـي فـي الـتـجــارة ، فــأتـت رســـول الله صلى الله عليه وسلم،
فـقـالـت: إن زوجي غــائـب وتـركـني حـامــلاً، فــرأيـت فـي الـمـنــام أن ســاريــة بـيتي انـكـسـرت، وأنـي
ولـدت غـلامــا أعــور ، فـقـال : خــير! يــرجـع زوجــك إن شـــاء الله صـالحــاً ، وتـلـدين غــلامــاً بـــراً،
فـذكـرت ذلـك ثـــلاثــــاً، فـجــاءت ورســول الله صلى الله عـلـيـه وسـلم غــــائــب، فـسـألتـهـا ، فـأخــبرتني
بـالـمـنـام، فـقـلـت : لـئن صـدقـت رؤيـــاك لـيـمـوتـن زوجــك ، وتـلـديـن غــلامــــاً فـــاجــــراً، فـقـعـدت
تـبـكـي، فـجــاء رسـول الله صلى الله عليه وسلم،
فـقــال: مــه يــا عــائـشـة! إذا عـبرتـم للـمـسـلم الـرؤيـا فـاعـبروهــا على خـير؛ فـإن الـرؤيــا تـكــون على
مـا يـعــبرهــا صـاحـبـها)) (حـديـث حسن ـ ابن حجر العسقلاني ـ فتح الباري ـ شرح الحديث 7046).
فمن هذا الحديث دل على امرين ..
الامر الاول ان الرؤيا قد حان قدرها ,وماكان تدخل عائشة رضي الله عنها الامجرد سبب,وكذلك في عدم
وجـود المرأة لـرسـول الله صلى الله عليه وسلم, فماكـان حضورها في غـيـابـه الا مجرد سبب لوقوع القدر
ولاراد لقدره سبحانه تعالى.سواء عبرت الرؤيا او لم تعبر فالرؤيا واقعه لامحاله.
والامر الثاني فعائشه رضي الله عنها لم تخطأ في التفسير فسارية البيت فعلاً تدل على زوجها لانه اساس
البيت وعمـاد البيت,و رد رسول الله على عائشه ليس لرد القدر ولكن لانها عبرت الرؤيا بالجـانب السيئ
فكان يجب تحميل الرؤيا على الخير
وفي قول الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام :"الرؤيا على رجل طائر فإذا عبرت وقعت" فالمقصود
هو التفسير الصحيح سواء عــبربخـير او عـبر بشـر.فالرؤيا التي تفسيرها صحيح قـد تـقـع وذلك
اذا اراد ربـنـا وقـوعـهـا فـتـقـع ومـن احـدى دلائـل معرفـة وقوعها هو عندما يصـادف قـدرها
فـتـفـسر بالـتـفـسـير الصحـيـح لها !فيقول جل جلاله :( إن كنتم للرؤيا تعبرون )فالـمـقـصـود
هـو إن كـنتم تعلمون عبـارتها.وذلك من حيث تناسق التفسير مع الرؤيا اي التفسير الصائب,
ولايقع التفسير الخطأ لانه لـم يـرد أنّ كـل مـن عـبّرهـا مـن الـنـاس وقـعـت كـما عــبَّر
فالـرؤيـا يـقـع تـعـبـيرها إذا عـبَرها مــن أصـــــاب ، لا مــن أخـــطـــــأ .
ولا يـشـترط أن يـقـع الـتـعـبـير الأول مـطـلـقــاً، بــــل قــد يـقـع الـتـعـبـير الأول الصحـيـح إن شــاء الله.
والـدلـيـل علـى ذلك عندما كان رسول الله جالس ومعه ابو بكر الصديق ثم جاء احد الصحابه وقص رؤيا
رأهـا فـطـلب ابو بكر رضى الله عنه ان يعبرها فاذن له الرسول فعـبرها فقال له رسول الله عليه الصلاة
والسـلام ((أصبت بعضاً، وأخطأت بعضاً)) (حديث صحيح ـ الألباني ـ السلسلة الصحيحة ـ 121).
ومـن عـظـيم فـقـه الـبخاري رحمه الله أنه بوَّب على حـديث أبي بكر رضي الله عنه في : " باب من لم
يـر الـرؤيـا لأول عــابـر إذا لم يـصـب " .وروى الحديث وفيه قول أبي بكر رضي الله عنه : فَأَخْبِرْنِي
يَا رَسُولَ اللَّهِ بِأَبِي أَنْتَ أَصَبْتُ أَمْ أَخْطَأْتُ ، قَالَ النَّبِيُّ صلى الله عليه وسلم :
( أَصَبْتَ بَعْضاً وَأَخْطَأْتَ بَعْضاً) .رواه البخاري ( 6639 ) ومسلم ( 2269 ) ...
وخـلاصــــة الـقــول
يـنبغي للمسلم أن يـقــص رؤيـــاه علــى مـن يـثـق بـعـلـمـه،
وهـــذا لــيـس للـحـد مـن وقـــوع الـرؤيـــا وانـمــا ان كــانت
خـيراً فـسرها له بالخـير، وإن كـانت شراً نصحـه بما يكـفيه
شــرهــــا..
هــذا والله اعلم بالصواب.
عدل سابقا من قبل css في 25/12/11, 12:17 pm عدل 8 مرات (السبب : تنسيق الالوان والترتيب)