كيف نربي أطفالنا على حب القرآن الكريم ::: خطوات عملية ::: تفضلي
د.أماني زكريا الرمادي
سبحانالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين ، حمداً يليق بكماله وجلاله،حمداً يُوازي نعمته علينا بالإسلام العظيم ، و يُكافىء مَنِّهِ علينابالقرآن الكريم ...والصلاة والسلام على خير المُرسلين، النبي الأُمِّي،الصادق الأمين ، الذي تلقى القرآن من لَدُن حكيم عليم ، فبلَّغَهُ وتحملمن أجل ذلك ما تحمَّل حتى أوصله إلينا ، فصِرنا- بفضل الله - مسلمين ،وبعد.
فإن طفلٌ في جوفه القرآن، أو شيءٌ من القرآن ، أو طفل يُحِبُّ القرآن لهو نورٌ في الأرض يتحرك وسطالظلام الأخلاقي الذي يسود أيامنا الحالية ، وصِرنا نخشى اتساع رقعته فيالأعوام القادمة .
وإذا كان الإمام أحمد بن حنبل –رضي الله عنه- قد اعتبر زمانه زمان فِتنلأن الريح كشفت جزءاً من كعب امرأة رغما ًعنها ، ورآه هو عن غير قَصد...فماذا نقول عن زماننا؟!!!!!
بل كيف نتصور حال الزمان الذي سيعيشه أبناؤنا ؟!!
وإذا كان المَخرج من هذه الفِتن هو التمسُّك بكتاب الله ، وسُنَّة نبيهصلى الله عليه وسلم ، فما أحرانا بأن نحبِّب القرآن إلى أبناءنا ،
لعل القرآن يشفع لنا ولهم يوم القيامة .،
.وعساه أن ينير لهم أيامهم ،
ولعل الله ينير بهم ما قد يحل من ظلام حولهم .
وفي السطور القادمة محاولة لإعانة الوالدين - أو مَن يقوم مقامهما – على أن يربوا أطفالاً يُحبُّون القرآن الكريم ،
فأرجو الله تعالى أن ينفع بها، وله الحمد والمِنَّة .
د.أماني زكريا الرمادي
--------------------------------------------------------------------------------
لماذا نحبِّب القرآن الكريم إلى أبناءنا؟!!
إن الأسباب – في الحقيقة - كثيرة ...ولعل ما يلي هو بعضها:
1- لأن القرآن الكريم هو عقل المؤمن، ودستور حياته ، فهو كلام الله الذيتولَّى حفظه دون سائر ما نزل من كتب سماوية ، لذا فإن أطفالنا إذا أحبوهتمسَّكوا بتعاليمه، ومن ثمَّ لم يضلِّوا أبداً
2- لأن القرآن الكريم هو خير ما يثبِّت في النفس عقيدة الإيمان باللهواليوم الآخر، وخير ما يفسح أمام العقل آفاق العلوم والمعارف الإنسانية ،وخير ما يسكُب في القلب برد الطمأنينة والرضا ، وخير ما يمكن أن نُناجي بهمولانا في هدأة الأسحار (1) ،"فإذا ارتبط قلب الطفل بالقرآن وفتح عينيهعلى آياته فإنه لن يعرف مبدأً يعتقده سوى مبادىء القرآن ، ولن يعرفتشريعاً يستقي منه سوى تشريع القرآن ، ولن يعرف بلسماً لروحه وشفاءًلنَفسِهِ سوى التخشُّع بآيات القرآن ... وعندئذٍ يصل الوالدان إلى غايتهماالمرجوة في تكوين الطفل روحياً، و إعداده إبمانياً وخُلُقياً "( 2)
3. لأن القرآن الكريم هو" الرسالة الإلهية الخالدة ، ومستودع الفِكروالوعي، ومنهج الاستقامة ، والهداية ، ومقياس النقاء و الأصالة "(3)...فإذا أحبه الطفل كان ذلك ضمانا ً- بإذن الله – لهدايته، واستقامته،وسِعة أفقه ، ونقاء سريرته ، وغزارة علمه .
4--"لأن القرآن الكريم إذا تبوَّأ مكانةً عظيمة في نفوس أطفالنا شبُّواعلى ذلك، ولعل منهم مَن يصبح قاضيا ً ،أو وزيراً،أو رئيساً ، فيجعل القرآنالعظيم له دستوراً ومنهاجاً ، بعد أن ترسَّخ حبه في نفسه منذ الصِّغَر"(4)
5- لأن حب الطفل للقرآن يعينه على حفظه ، ولعل هذا يحفظ الطفل ، ليس فقطمن شرور الدنيا والآخرة ، وإنما أيضاً من بذاءات اللسان .... ففم ينطقبكلام الله ويحفظه يأنف ،ويستنكف عن أن ينطق بالشتائم والغيبة والكذبوسائر آفات اللسان .
6-- لأن أبناءنا أمانة ٌ في أعناقنا أوصانا الله تعالى ورسوله الكريم بهم، وسوف نسألٌُ عنهم يوم القيامة ، وكفانا حديث رسول الله صلى الله عليهوسلم: " كفى بالمرء إثماً أن يضيِّع مَن يعول" ؛ فالضياع قد يكون أخلاقياً، وقد يكون دينياً ، وقد يكون نفسياً ، وقد يكون مادياً - كفانا اللهوإيَّاكم شر تضييع أبناءنا- ولن نجد أكثر أماناً من القرآن نبثه في عقولوأرواح أطفالنا حِفظاً لهم من كل أنواع الضَّياع !!!!
7- لأن ذاكرة الطفل صفحة ٌ بيضاء ، فإذا لم نملؤها بالمفيد فإنها ستمتلىء بما هو موجود!!!
فإذا أحب الطفل القرآن الكريم،أصبح فهمه يسيراً عليه، مما يولِّد لديهذخيرة من المفاهيم والمعلومات التي تمكِّنه من غربلة ، وتنقية الأفكارالهدامة التي تغزو فِكرَهُ من كل مكان.
8- لأننا مٌقبلون-أو أقبلنا بالفعل - على الزمن الذي أخبر عنه الحبيب صلىالله عليه وسلم:أن فيه " تلدُ الأَمَة ربَّتَها" أي تتعامل الإبنة مع أمهاوكأنها هي الأم !!!!
فلعل حب القرآن في قلوب الأبناء يخفِّف من حِدة عقوقهم لوالديهم في هذا الزمان .
9- لأن أطفالنا إذا أحبوه وفهموه ، ثم عملوا به ، وتسببوا في أن يحبهغيرهم ...كان ذلك صدقة جارية في ميزان حسنات الوالدين إلى يوم الدين ، يوميكون المسلم في أمس الحاجة لحسنة واحدة تثقِّل ميزانه .
10- ( لأن هذا الصغير صغيرٌ في نظر الناس ، لكنه كبير عند الله ، فهو منعباده الصِّغار،لذا فمن حقه علينا أن نحترمه ، وأن نعطيه حقه من الرعاية،والتأديب... ولقد قال صلى الله عليه وسلم:"أدّبوا أولادكم على ثلاثخِصال: حب نبيكم ، وحب آل بيته، وتلاوة القرآن فإن حَمَلة القرآن في ظلعرش الرحمن يوم لا ظِل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه" رواه الطبراني )( 4)
11- لأن القرآن الكريم هو حبل الله المتين الذي يربط المسلمين بربهم،ويجمع بين قلوبهم على اختلاف أجناسهم ولغاتهم ،وما أحوج أطفالنا- حينيشبُّوا- لأن يرتبطوا بشتى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، في وقتاشتدت فيه الهجمات على الدين الإسلامي والمسلمين من كل مكان !!!!
كيف أغرس في قلب طفلي حب القرآن؟!!!
إن الهدف المرجو من هذا الكتيب هو مساعدة الطفل على حب القرآن الكريم ، من أجل أن يسهُل عليه حِفظه ، وفهمه ، ومن ثمَّ تطبيقه .
ومن أجل ذلك علينا أن نبدأ من البداية ، وهي اختيار الزوج أو الزوجة الصالحة ،
فقبل أن ننثر البذور علينا أن نختار الأرض الصالحة للزراعة ، ثم المناخالمناسب لنمو هذه البذور ...حتى نضمن بإذن الله محصولاً سليماً من الآفات، يسُرُّ القلب والعين .
بعد ذلك تأتي المراحل التالية ، والله المستعان عليها:
أولاً : مرحلة الأجِنَّة :
في هذه المرحلة يكون الجنين في مرحلة تكوين من طَور إلى طَور ... ولك أن تتخيل جنينك وهو ينمو ويتكون على نغم القرآن المرتَّل !!!!
فلقد أثبتت البحوث والدراسات المتخصصة في علم الأجنة أن الجنين يتأثر بمايحيط بأمه، ويتأثر بحالتها النفسية ، حتى أنه "يتذوق الطعام التي تأكلهوهي تحمله، ويُقبل عليه أكثر مِمَّا يُقبل على غيره من الأطعمة !!!" (5) ،(6)
كما أثبتت الأبحاث أن هناك ما يسمَّى "بذكاء الجنين (7)
أما أحدث هذه الأبحاث فقد أثبتت أن العوامل الوراثية ليست فقط هي المسئولةعن تحديد الطباع المزاجية للطفل ، ولكن الأهم هي البيئة التي توفرها الأملجنينها وهو ما زال في رحمها ، فبالإضافة إلى الغذاء المتوازن الذي يحتويعلى كل العناصر الغذائية والفيتامينات التي تحتاجها الأم وجنينها ، و حرصالأم على مزاولة المشي وتمرينات ما قبل الولادة ، فإن الحامل تحتاج أيضاًإلى العناية بحالتها النفسية ، لأن التعرض للكثير من الضغوط يؤدي إلىإفراز هورمونات تمر إلى الجنين من خلال المشيمة ، ،فإذا تعرض الجنين إلىضغوط نفسية مستمرة ، فإنه سيكون في الأغلب طفلاً عصبياً ، صعب التهدئة،ولا ينام بسهولة ... بل وربما يعاني من نشاط مُفرِط ، وًمن نوبات المغص "(8)
إذن فالحالة النفسية للأم تنعكس - بدون أدنى شك- على الجنين ، لأنه جزءمنها ... لذا فإن ما تشعر به الأم من راحة وسكينة بسبب الاستماع إلىالقرآن أو تلاوته ينتقل إلى الجنين ، مما يجعله أقل حركة في رحمها، وأكثرهدوءا ً، بل ويتأثر بالقرآن الكريم ... ليس في هذه المرحلة فقط ،وإنما فيحياته المستقبلية أيضاً!!
ولقد أوضحت الدراسات المختلفة أن الجنين يستمع إلى ما يدور حول الأم (9)
،ويؤكد هذا فضيلة الشيخ الدكتور "محمد راتب النابلسي"-الحاصل علىالدكتوراه في تربية الأولاد في الإسلام- في قوله : " إن الأم الحامل التيتقرأ القرآن تلد طفلاً متعلقا ً بالقرآن "(4)
كما أثبتت التجارب الشخصية للأمهات أن الأم الحامل التي تستمع كثيراً إلىآيات القرآن الكريم ، أو تتلوه بصوت مسموع يكون طفلها أكثر إقبالاً علىسماع القرآن وتلاوته وتعلُّمه فيما بعد ، بل إنه يميِّزه من بين الأصوات ،وينجذب نحوه كلما سمعه وهولا يزال رضيعاً !!!!!
لذا فإن الإكثار من تلاوة القرآن والاستماع إليه في فترة الحمل يزيد منارتباط الطفل عاطفياً ووجدانياً بالقرآن ، ما يزيد من فرصة الإقبال علىتعلُّمه وحِفظه فيما بعد.)(10)
د.أماني زكريا الرمادي
سبحانالله العلي العظيم، والحمد لله رب العالمين ، حمداً يليق بكماله وجلاله،حمداً يُوازي نعمته علينا بالإسلام العظيم ، و يُكافىء مَنِّهِ علينابالقرآن الكريم ...والصلاة والسلام على خير المُرسلين، النبي الأُمِّي،الصادق الأمين ، الذي تلقى القرآن من لَدُن حكيم عليم ، فبلَّغَهُ وتحملمن أجل ذلك ما تحمَّل حتى أوصله إلينا ، فصِرنا- بفضل الله - مسلمين ،وبعد.
فإن طفلٌ في جوفه القرآن، أو شيءٌ من القرآن ، أو طفل يُحِبُّ القرآن لهو نورٌ في الأرض يتحرك وسطالظلام الأخلاقي الذي يسود أيامنا الحالية ، وصِرنا نخشى اتساع رقعته فيالأعوام القادمة .
وإذا كان الإمام أحمد بن حنبل –رضي الله عنه- قد اعتبر زمانه زمان فِتنلأن الريح كشفت جزءاً من كعب امرأة رغما ًعنها ، ورآه هو عن غير قَصد...فماذا نقول عن زماننا؟!!!!!
بل كيف نتصور حال الزمان الذي سيعيشه أبناؤنا ؟!!
وإذا كان المَخرج من هذه الفِتن هو التمسُّك بكتاب الله ، وسُنَّة نبيهصلى الله عليه وسلم ، فما أحرانا بأن نحبِّب القرآن إلى أبناءنا ،
لعل القرآن يشفع لنا ولهم يوم القيامة .،
.وعساه أن ينير لهم أيامهم ،
ولعل الله ينير بهم ما قد يحل من ظلام حولهم .
وفي السطور القادمة محاولة لإعانة الوالدين - أو مَن يقوم مقامهما – على أن يربوا أطفالاً يُحبُّون القرآن الكريم ،
فأرجو الله تعالى أن ينفع بها، وله الحمد والمِنَّة .
د.أماني زكريا الرمادي
--------------------------------------------------------------------------------
لماذا نحبِّب القرآن الكريم إلى أبناءنا؟!!
إن الأسباب – في الحقيقة - كثيرة ...ولعل ما يلي هو بعضها:
1- لأن القرآن الكريم هو عقل المؤمن، ودستور حياته ، فهو كلام الله الذيتولَّى حفظه دون سائر ما نزل من كتب سماوية ، لذا فإن أطفالنا إذا أحبوهتمسَّكوا بتعاليمه، ومن ثمَّ لم يضلِّوا أبداً
2- لأن القرآن الكريم هو خير ما يثبِّت في النفس عقيدة الإيمان باللهواليوم الآخر، وخير ما يفسح أمام العقل آفاق العلوم والمعارف الإنسانية ،وخير ما يسكُب في القلب برد الطمأنينة والرضا ، وخير ما يمكن أن نُناجي بهمولانا في هدأة الأسحار (1) ،"فإذا ارتبط قلب الطفل بالقرآن وفتح عينيهعلى آياته فإنه لن يعرف مبدأً يعتقده سوى مبادىء القرآن ، ولن يعرفتشريعاً يستقي منه سوى تشريع القرآن ، ولن يعرف بلسماً لروحه وشفاءًلنَفسِهِ سوى التخشُّع بآيات القرآن ... وعندئذٍ يصل الوالدان إلى غايتهماالمرجوة في تكوين الطفل روحياً، و إعداده إبمانياً وخُلُقياً "( 2)
3. لأن القرآن الكريم هو" الرسالة الإلهية الخالدة ، ومستودع الفِكروالوعي، ومنهج الاستقامة ، والهداية ، ومقياس النقاء و الأصالة "(3)...فإذا أحبه الطفل كان ذلك ضمانا ً- بإذن الله – لهدايته، واستقامته،وسِعة أفقه ، ونقاء سريرته ، وغزارة علمه .
4--"لأن القرآن الكريم إذا تبوَّأ مكانةً عظيمة في نفوس أطفالنا شبُّواعلى ذلك، ولعل منهم مَن يصبح قاضيا ً ،أو وزيراً،أو رئيساً ، فيجعل القرآنالعظيم له دستوراً ومنهاجاً ، بعد أن ترسَّخ حبه في نفسه منذ الصِّغَر"(4)
5- لأن حب الطفل للقرآن يعينه على حفظه ، ولعل هذا يحفظ الطفل ، ليس فقطمن شرور الدنيا والآخرة ، وإنما أيضاً من بذاءات اللسان .... ففم ينطقبكلام الله ويحفظه يأنف ،ويستنكف عن أن ينطق بالشتائم والغيبة والكذبوسائر آفات اللسان .
6-- لأن أبناءنا أمانة ٌ في أعناقنا أوصانا الله تعالى ورسوله الكريم بهم، وسوف نسألٌُ عنهم يوم القيامة ، وكفانا حديث رسول الله صلى الله عليهوسلم: " كفى بالمرء إثماً أن يضيِّع مَن يعول" ؛ فالضياع قد يكون أخلاقياً، وقد يكون دينياً ، وقد يكون نفسياً ، وقد يكون مادياً - كفانا اللهوإيَّاكم شر تضييع أبناءنا- ولن نجد أكثر أماناً من القرآن نبثه في عقولوأرواح أطفالنا حِفظاً لهم من كل أنواع الضَّياع !!!!
7- لأن ذاكرة الطفل صفحة ٌ بيضاء ، فإذا لم نملؤها بالمفيد فإنها ستمتلىء بما هو موجود!!!
فإذا أحب الطفل القرآن الكريم،أصبح فهمه يسيراً عليه، مما يولِّد لديهذخيرة من المفاهيم والمعلومات التي تمكِّنه من غربلة ، وتنقية الأفكارالهدامة التي تغزو فِكرَهُ من كل مكان.
8- لأننا مٌقبلون-أو أقبلنا بالفعل - على الزمن الذي أخبر عنه الحبيب صلىالله عليه وسلم:أن فيه " تلدُ الأَمَة ربَّتَها" أي تتعامل الإبنة مع أمهاوكأنها هي الأم !!!!
فلعل حب القرآن في قلوب الأبناء يخفِّف من حِدة عقوقهم لوالديهم في هذا الزمان .
9- لأن أطفالنا إذا أحبوه وفهموه ، ثم عملوا به ، وتسببوا في أن يحبهغيرهم ...كان ذلك صدقة جارية في ميزان حسنات الوالدين إلى يوم الدين ، يوميكون المسلم في أمس الحاجة لحسنة واحدة تثقِّل ميزانه .
10- ( لأن هذا الصغير صغيرٌ في نظر الناس ، لكنه كبير عند الله ، فهو منعباده الصِّغار،لذا فمن حقه علينا أن نحترمه ، وأن نعطيه حقه من الرعاية،والتأديب... ولقد قال صلى الله عليه وسلم:"أدّبوا أولادكم على ثلاثخِصال: حب نبيكم ، وحب آل بيته، وتلاوة القرآن فإن حَمَلة القرآن في ظلعرش الرحمن يوم لا ظِل إلا ظله مع أنبيائه وأصفيائه" رواه الطبراني )( 4)
11- لأن القرآن الكريم هو حبل الله المتين الذي يربط المسلمين بربهم،ويجمع بين قلوبهم على اختلاف أجناسهم ولغاتهم ،وما أحوج أطفالنا- حينيشبُّوا- لأن يرتبطوا بشتى المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها ، في وقتاشتدت فيه الهجمات على الدين الإسلامي والمسلمين من كل مكان !!!!
كيف أغرس في قلب طفلي حب القرآن؟!!!
إن الهدف المرجو من هذا الكتيب هو مساعدة الطفل على حب القرآن الكريم ، من أجل أن يسهُل عليه حِفظه ، وفهمه ، ومن ثمَّ تطبيقه .
ومن أجل ذلك علينا أن نبدأ من البداية ، وهي اختيار الزوج أو الزوجة الصالحة ،
فقبل أن ننثر البذور علينا أن نختار الأرض الصالحة للزراعة ، ثم المناخالمناسب لنمو هذه البذور ...حتى نضمن بإذن الله محصولاً سليماً من الآفات، يسُرُّ القلب والعين .
بعد ذلك تأتي المراحل التالية ، والله المستعان عليها:
أولاً : مرحلة الأجِنَّة :
في هذه المرحلة يكون الجنين في مرحلة تكوين من طَور إلى طَور ... ولك أن تتخيل جنينك وهو ينمو ويتكون على نغم القرآن المرتَّل !!!!
فلقد أثبتت البحوث والدراسات المتخصصة في علم الأجنة أن الجنين يتأثر بمايحيط بأمه، ويتأثر بحالتها النفسية ، حتى أنه "يتذوق الطعام التي تأكلهوهي تحمله، ويُقبل عليه أكثر مِمَّا يُقبل على غيره من الأطعمة !!!" (5) ،(6)
كما أثبتت الأبحاث أن هناك ما يسمَّى "بذكاء الجنين (7)
أما أحدث هذه الأبحاث فقد أثبتت أن العوامل الوراثية ليست فقط هي المسئولةعن تحديد الطباع المزاجية للطفل ، ولكن الأهم هي البيئة التي توفرها الأملجنينها وهو ما زال في رحمها ، فبالإضافة إلى الغذاء المتوازن الذي يحتويعلى كل العناصر الغذائية والفيتامينات التي تحتاجها الأم وجنينها ، و حرصالأم على مزاولة المشي وتمرينات ما قبل الولادة ، فإن الحامل تحتاج أيضاًإلى العناية بحالتها النفسية ، لأن التعرض للكثير من الضغوط يؤدي إلىإفراز هورمونات تمر إلى الجنين من خلال المشيمة ، ،فإذا تعرض الجنين إلىضغوط نفسية مستمرة ، فإنه سيكون في الأغلب طفلاً عصبياً ، صعب التهدئة،ولا ينام بسهولة ... بل وربما يعاني من نشاط مُفرِط ، وًمن نوبات المغص "(8)
إذن فالحالة النفسية للأم تنعكس - بدون أدنى شك- على الجنين ، لأنه جزءمنها ... لذا فإن ما تشعر به الأم من راحة وسكينة بسبب الاستماع إلىالقرآن أو تلاوته ينتقل إلى الجنين ، مما يجعله أقل حركة في رحمها، وأكثرهدوءا ً، بل ويتأثر بالقرآن الكريم ... ليس في هذه المرحلة فقط ،وإنما فيحياته المستقبلية أيضاً!!
ولقد أوضحت الدراسات المختلفة أن الجنين يستمع إلى ما يدور حول الأم (9)
،ويؤكد هذا فضيلة الشيخ الدكتور "محمد راتب النابلسي"-الحاصل علىالدكتوراه في تربية الأولاد في الإسلام- في قوله : " إن الأم الحامل التيتقرأ القرآن تلد طفلاً متعلقا ً بالقرآن "(4)
كما أثبتت التجارب الشخصية للأمهات أن الأم الحامل التي تستمع كثيراً إلىآيات القرآن الكريم ، أو تتلوه بصوت مسموع يكون طفلها أكثر إقبالاً علىسماع القرآن وتلاوته وتعلُّمه فيما بعد ، بل إنه يميِّزه من بين الأصوات ،وينجذب نحوه كلما سمعه وهولا يزال رضيعاً !!!!!
لذا فإن الإكثار من تلاوة القرآن والاستماع إليه في فترة الحمل يزيد منارتباط الطفل عاطفياً ووجدانياً بالقرآن ، ما يزيد من فرصة الإقبال علىتعلُّمه وحِفظه فيما بعد.)(10)