إن كتابة بعض من آيات الله وكتابةالاذكار وكتابةالرقية الشرعية على الورق وتغميسهابالماء وشربها
لها تأثير أقوى ومضاعف للتخلص من المس والسحربكافةانواعه وكذلك الشفاءمن كافة الامراض ..
قال تعالى{وَنُنَزِّلُ مِنْ الْقُرءانِ مَا هُوَ شِفَاءٌ وَرَحْمَةٌ لِلْمُؤْمِنِينَ } ( سورة الإسراء – الآية 82 ) ،
فالقرآن شفاء للقلوب والأبدان .فلا تستهن بفاعلية وتأثير الماء القرآني سواء كان مقروء عليه مباشرة
أو محي بعد الكتابة بالمداد الطاهر ,وثق في قوته .. فكيف لا وهو كلام لو أنزل علي جبل لتصدع ..
ولكن يجب عليك الاعتقاد واليقين في الشفاء والأيمان بقدرة الله وتأثير كلامه في النفوس والأبدان بدون
شك أو ريبة , كما قال ابن القيم رحمه الله:((ومن المعلوم أن بعض الكلام له خواص ومنافع مجربة،
فما الظن بكلام رب العالمين،الذي فضله على كل كرم كفضل الله على خلقه،الذي هو الشفاء التام،
والعصمة النافعة،والنور الهادي،والرحمة العامة،الذي لو أنزل على جبل لتصدع من عظمته وجلاله ))
وقال أيضا رحمه الله :-((فالقرآن هو الشفاء التام من جميع الأدواءالقلبية والبدنية،وأدواءالدنيا والآخرة،
وما كل أحديؤهل ولايوفق للاستشفاء به،وإذا أحسن العليل التداوي به،ووضعه على دائه بصدق وإيمان،
وقبول تام،واعتقادجازم،واستيفاءشروطه،لم يقاومه الداء أبدا،وكيف تقاوم الأدواء كلام رب الأرض والسماء
الذي لو نزل على الجبال لصدعهاأوعلى الأرض لقطعها )) والمحو علي طريقتين وهما :: أما أن تكتب
علي طبق أبيض نظيف ثم يتم محو الكتابة بالماء الطاهر او بماء زمزم ,وأما أن تكتب بالمداد الطاهر علي
ورق أبيض نظيف مثل ورق الطباعة ثم يتم محوه , ومـفـادهـا أن تكتب آيات من القرآن الكريم والأدعـيـة
المأثورة عن رسول الله صلى الله عليه وسلم بالزعفران أو المداد المباح في ورقة أو إناء ونحوه ، وبعد ذلك
تـحـل بالماء ويـشـرب منها المريض ويغتسل ، وتستخدم هـذه الـطـريـقـة في علاج الحالات التي تعاني مـن
الصرع والسحر والعين ومشاكل النزيف والحمل والإسقاط وغيرها...
ولكن قبل الدخول بشرح تفصيلي عن الايات التي تكتب لعلاج كل داء فيجب معرفة أقوال أهل العلم ,وهل
يجوز ذلك، وماهو موقف الشريعة من استخدام المداد المباح كالزعفران ونحوه على هذا النحو وبهذه الكيفية؟؟
أقوال أهل العلم في استخدام المداد المباح :
قال شيخ الإسلام ابن تيميه - رحمه الله - : ( ويجوز أن يكتب للمصاب وغيره من المرضى شيئا من كتاب الله
وذكـره بالمداد المباح ويغسل ويسقى ، كما نص على ذلك أحمد وغـيره ، قال عبد الله بن أحمد : قرأت على أبي
حدثنا يعلى بن عبيد،حدثنا سفيان، عن محمد بن أبي ليلى، عن الحكم ، عن سعيد بن جبير ، عن ابن عباس قال :
إذا عسر على المرأة ولادتها فليكتب :
بسم الله لا إله إلا الله الحليم الكريم ، سبحان الله رب العرش العظيم ، الحمد لله رب العالمين ، :
( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَ مَا يُوعَدُونَ لَمْ يَلْبَثُوا إِلا سَاعَةً مِنْ نَهَارٍ بَلاغٌ ) ( سورة الأحقاف – الآية 35 )
( كَأَنَّهُمْ يَوْمَ يَرَوْنَهَا لَمْ يَلْبَثُوا إِلَّا عَشِيَّةً أَوْ ضُحَاهَا ) ( سورة النازعات – الآية 46 ) 0 قال أبي :
حدثنا أسود بن عامر بإسناده بمعناه ،
وقال : يكتب في إناء نظيف فيسقى ، قال أبي : وزاد فيه وكيع فتسقى وينضح ما دون سرتها ,
قال عبد الله : رأيت أبي يكتب للمرأة في جام أو شيء نظيف ) ( مجموع الفتاوى - 19 / 64 ) 0
وقال – رحمه الله - : ( واذا كتب شيء من القرآن أو الذكر في إناء أو لوح ومحي بالماء وغيره وشرب
ذلك فلا بأس به نص عليه أحمد وغيره ) ( 12 / 599 ) 0
قال ابن القيم – رحمه الله - : ( ورأى جماعة من السلف أن تكتب الآيات من القرآن ، ثم يشربها 0 وذكر
ذلك عن مجاهد وأبي قلابة ) ( زاد المعاد - 4 / 356 ) 0
قال أبو داوود : ( سمعت أحمد سئل عن الرجل يكتب القرآن في شيء ثم يغسله ويشربه ؟ قال : أرجو أن لا
يكون به بأس ) ( مسائل الإمام أحمد لأبي داوود – ص 260 ) 0
قال القاضي عياض :
( ويتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر والأسماء الحسنى ) ( إكمال المعلم - ( خ ) لوحة ( 190 ) – نقلا عن
أحكام الرقي والتمائم – ص 68 ) 0
( يعقب الدكتور الشيخ ابراهيم بن محمد البريكان – حفظه الله – على كلام القاضي عياض حيث يقول : سبق بيان
أن ذلك ليس من قبيل التبرك وإنما من قبيل العلاج فليحترز ) 0
قال البغوي – رحمه الله - : ( قال أيوب : رأيت أبا قلابة كتب كتابا من القرآن ثم غسله بماء وسقاه رجلا كان به
وجع يعني الجنون 0
وروي عن عائشة - رضي الله عنها - : " أنها كانت لا ترى بأسا أن يعوذ في الماء ثم يعالج به المريض " ، وقال
مجاهد : لا بأس أن يكتب القرآن ، ويغسله ويسقيه المريض ) ( شرح السنة – 12 / 166 ) 0
وقد أشار إلى ذلك القاضي عياض عند حديثه عن النفث بعد القراءة حيث قال : ( وفائدة النفث التبرك بتلك الرطوبة
أو الهواء الذي ماسه ذكر الله تعالى ، كما يتبرك بغسالة ما يكتب من الذكر – أنظر تعقيب الدكتور إبراهيم الـبريكـان
آنف الذكر - ) ( فتح الباري - 10 / 197 ) 0
قال تاج الدين السبكي : ( رأيت كثيراً من المشايخ يكتبون هذه الآيات للمريض ويسقاها في الإناء طلباً للعافية )
( طبقات الشافعية الكبرى - 5 / 159 ) 0
روى ابن أبي شيبة في مصنفه قال : ( حدثنا هشيم عن خالد عن أبي قلابة وليث عن مجاهد أنهما لم يريا بأسا
أن يكتب آية من القرآن ثم يسقاه صاحب الفزع ) ( مصنف ابن أبي شيبة - 4 / 40 ) 0
وروى ايضا - رحمه الله - : ( أن إبراهيم سئل عن رجل كان بالكوفة يكتب آيات من القرآن فيسقاه المريض ،
فكره ذلك ) ( نفس المرجع السابق ) 0
قال سعيد بن منصور في سننه : ( لكن قد صح عن إبراهيم النخعي إنكاره لذلك 0
فعن إبراهيم بن مهاجر : أن رجلا كان يكتب القرآن فيسقيه فقال : إني أرى سيصيبه بلاء ) ( سنن سعيد بن
منصور – 2 / 441 ) 0
قال المحقق سعد آل حميد : ( صحيح لغيره - أخرجه البيهقي في شعب الإيمان - 5 / 404 - 405 بمثله
وأبو عبيد في فضائل القرآن - ص 358 فقال : حـدثـنـا هشيم أخبرنا ابن عون قال : سألت إبراهيم عن رجل
كـان بالكـوفة يكتب مـن الـفـزع آيات فـيـسـقـي المريض فكره ذلك 0 وسنده صحيح 0 وهشيم قد صرح بالسماع
وأخرجه ابن أبي شيبة - 7 / 387 بنحوه ) 0
قال ابن العربي – عن كتابة آيات من القرآن فيسقاه المريض - :
( وهي بدعة من الشيطان ) ( عارضة الأحوذي – 8 / 222 ) 0
قال الذهبي : ( ونص أحمد أن القرآن إذا كتب في شيء وغسل وشرب ذلك الماء فإنه لا بأس به ، وأن الرجل
يكتب القرآن في إناء ثم يسقيه المريض ، وكذلك يقرأ القرآن على شيء ثم يشرب كل ذلك لا بأس به )
( الطب النبوي للذهبي - 279 ) 0
وقال ابن العربي – عن كتابة آيات من القرآن فيسقاه المريض - :
( وهي بدعة من الشيطان ) ( عارضة الأحوذي – 8 / 222 ) 0
قال الذهبي : ( ونص أحمد أن القرآن إذا كتب في شيء وغسل وشرب ذلك الماء فإنه لا بأس به ،
وأن الرجل يكتب القرآن في إنـاء ثم يسقيه المريض ، وكـذلك يـقـرأ القرآن على شيء ثم يشرب كل
ذلك لا بأس به ) ( الطب النبوي للذهبي - 279 ) 0
قال الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ - رحمه الله - : ( وفي روايـة مهنا عـن أحمد : في الرجـل
يكتب القرآن في إناء ثم يسقيه المريض 0 قال : لا بـأس بـه 0 وقـال صالح : ربما اعتللت فـيـأخـذ
أبي ماء فيقرأ عليه ويقول لي اشرب منه واغسل وجهك ويديك )
( فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم - 1 / 92 ، 93 - جزء من فتوى رقم 26 ) 0
وقال أيضا : ( لا يظهر في جواز ذلك بأس 0 وقد ذكر ابن القيم - رحمه الله - أن جماعة من السلف
رأوا أن يكتب للمريض الآيات من القرآن ثم يشربها ، قـال مـجـاهـد : لا بـأس أن يكتب القرآن ويغسله
ويسقيه المريض ومثله عـن أبي قلابة ، ويـذكـر عن ابن عباس أنه أمر أن يكتب لامـرأة تعسرت عليها
ولادتها أثر من القرآن ثم يغسل ويسقى0وبالله التوفيق ) ( فتاوى ورسائل سماحة الشيخ محمد بن إبراهيم
آل الشيخ - 1 / 94 - صادرة عن الإفتاء برقم ( 582 - 1 ) في 28 / 2 / 1384 هـ ) 0
سئل سماحة الشيخ عبد العزيز بن عبد الله بن باز عن الحكم في العلاج بالعزائم ، التي تكتب فيها الآيات
الـقـرآنـيـة ثم تـوضع في الـمـاء وتـشـرب ، فأجاب – رحمه الله - : ( أن كتابة الآيات والأدعية الشرعية
بالزعفران في صحن نظيف أو أوراق نـظـيـفـة ثم يغسل فيشربه المريض فلا حرج في ذلك وقد فعله كـثير
من سلف الأمة كما أوضح ذلك العلامة ابن القيم - رحمه الله - في زاد المعاد وغيره ، إذا كـان القائم بذلك
من المعروفين بالخير والاستقامة والله ولي التوفيق )
( فتوى لسماحة الشيخ عبدالعزيز بن عبدالله بن باز - مجلة الدعوة العدد 997 ) 0
سئل فضيلة الشيخ صالح الفوزان - حفظه الله - عن الرجل يكتب آيات من القرآن الكريم فيشربه المريض ؟
فأجاب : ( لا بأس بكتابة القرآن على شيء طاهر ويغسل هذا المكتوب ويشرب للمريض للاستشفاء بمثل هذا
لأنه داخل في الرقية 0 وقد رخص في هذا الإمام أحمد وكثير من الأئمة كشيخ الإسلام ابن تيميه في الفتـاوى
وكذلك العلامة ابن القيم في زاد المعاد وغيرهم من أهل العلم فلا بأس فهذا لأنه داخل في عموم الرقية ولـكــن
الأولى أن تكون الـرقـيـة بالقراءة على المريض مـبـاشرة بـأن يـقـرأ القرآن وينفث على المريض أو على مـحـل
الإصابة هذا هو الأفضل والأكمل ) ( السحر والشعوذة – 101 ، 102 ) 0
قال الشيخ عطية محمد سالم – رحمه الله - : ( قال النووي في شرح المهذب : لو كتب القرآن في إناء ثم غسله
وسقاه المريض ؟ فقال الحسن البصري ومجاهد وأبو قلابة والأوزاعي " لا بأس به "وكرهه النخعي قال:ومقتضى
مذهبنا أنه لا بأس به0فقد قال القاضي حسين والبغوي وغيرهما : لو كتب قرآنا على حلوى وطعام فلا بـأس بأكله
0 انتهى0قال الزركشي : وممن صرح بالجواز في مسألة الإناء الـعـمـاد النبهي مـع تصريحه بأنه لا يجوز ابتلاع
ورقة فيها آية 0 لكن أفتى ابن عبد السلام بالمنع من الشرب أيضا لأنه يلاقيه نجاسة الباطن 0 وفيه نظر )
( العين والرقية والاستشفاء بالقرآن والسنة – ص 99 ) 0
قال الدكتور عمر يوسف حمزة : ( ذكرنا في عنوان التداوي بالقرآن أنه لا مانع من الاستشفاء بالقرآن عن طريق
الرقية أو كتابته وغسله للمريض ليشربه ، وهذا ما أفتى به المحققون من أهل العلم )
( التداوي بالقرآن والسنة والحبة السوداء – ص 55 ) 0[/